{وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ (8) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ (9)}{والذين كَفَرُواْ} يحتمل الرفع على الابتداء والنصب بما يفسره {فَتَعْساً لَّهُمْ} كأنه قال: أتعس الذين كفروا.فإن قلت: علام عطف قوله: {وَأَضَلَّ أعمالهم}؟ قلت: على الفعل الذي نصب تعساً؛ لأنّ المعنى فقال: تعسا لهم، أو فقضى تعسا لهم. وتعسا له: نقيض {لَعَاَّلَهُ} قال الأعشى:فَالتَّعْسُ أَوْلَى لَهَا مِنْ أَنْ أَقُولَ لَعَا ***يريد: فالعثور والانحطاط أقرب لها من الانتعاش والثبوت.وعن ابن عباس رضي الله عنهما: يريد في الدنيا القتل، وفي الآخرة التردي في النار {كَرِهُواْ} القرآن وما أنزل الله فيه من التكاليف والأحكام، لأنهم قد ألفوا الإهمال وإطلاق العنان في الشهوات والملاذ فشق عليهم ذلك وتعاظمهم.